يستوجب وطنيًّا ألا يمر مرور الكرام موافقة اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس على تقنين أوضاع 168 كنيسة ومبنى فى اجتماع اليوم الأخير من نوفمبر، ليصل عدد الكنائس والمبانى التى تم توفيق أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة وحتى الآن 508 كنائس ومبان تابعة.
ويستوجب وطنيًا تشجيع اللجنة على إتمام مهمتها الوطنية فى تقنين طلبات الكنائس الثلاث «أرثوذكسية، وبروتستانتية، وكاثوليكية»، ونشدد على طلب رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بوضع إطار زمنى يتم خلاله الانتهاء من تقنين أوضاع الكنائس والمبانى التى تستوفى الشروط التى حددها القانون رقم 80 لسنة 2016، مع تسريع وتيرة العمل فى هذا الملف، ليتم الانتهاء من قرارات التقنين فى أقصر فترة ممكنة.
هذا هو الطلب الأكيد، وننتظر التأكيد على توجيه رئيس الوزراء بتحديد موعد نهائى لأعمال اللجنة التى يتطلع إليها إخوتنا فى إنهاء هذا الملف الشائك، وبطريقة تمكنهم من كنائسهم التى غلّقت لأسباب يطول شرحها، وحان وقت فتحها أمام المصلين، وإنهاء معاناة طالت وجثمت بكلكلها على صدور إخوتنا فاحتقنت غضبا وتضورت يأسا.
توجيه رئيس الوزراء بالمدى الزمنى والتسريع مهم وحيوى ويبلسم جراحا، فـ«تشفيط الحنفيات ميملاش قرب»، وتنقيط إخوتنا كل اجتماع بمائة كنيسة لا يغير من الحالة التى باتوا عليها، الملف يحتاج إلى اختراق حقيقى، لانزال نوفق فى أوضاع الألف الأولى، والعدد المطلوب يصل لنحو ثلاثة آلاف، الأمر يحتاج إلى عمل أكثر وسرعة فى إنجاز الملفات المتأخرة.
أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا، والمهندس مدبولى جاء بتكليف رئاسى صارم عليه إنجازه، الرئيس يتوق لإنهاء هذا الملف فى ساعته وتاريخه، واللجنة تعمل فى ظروف معقدة، بناء الكنائس محاط بتعقيدات مجتمعية وبيروقراطية، الإدارات والمحليات لديها آليات تعطل المراكب السايرة، والتحسبات والحسابات تفرض محاذير على أعمال اللجنة، واشتراطات التوفيق جد صعبة.
لو ترك رئيس الوزراء اللجنة إلى أعمالها فستظل طول العمر تعمل بلا كلل ولا ملل فى هذا الملف المتخم بالتعقيدات البيروقراطية، لذا كان توجيهه حاسما وقاطعا، ونتمنى أن يتقرر موعد أقصاه حتى نلتفت لملفات أخرى تضغط على أعصاب إخوتنا الذين ينتظرون بفارغ الصبر نهاية لعذاباتهم المستمرة.
توفيق أوضاع 508 كنائس عمل وطنى محترم يستلزم حفاوة من إخوتنا تشجيعا للجنة على المضى قدما فى طريق الأشواك، الموافقة على توفيق أوضاع كنيسة كما المشى على الأشواك فى مجتمع ينشع طائفية، ويقتات الكراهية، ويقف على أبواب المساجد رافضا فتح أبواب الكنائس.
خطو الحكومة فى هذا الطريق يحتاج إلى احتضان مجتمعى، يبتعد بمسافة عن التحبيط والتثبيط الذى يمارسه نفر من الغاضبين فيسبوكيًا، لن أذكر من يتذكرون جيدا أن هذا الرقم ومضاعفاته لم يتحقق قبلا، كما أن بناء الكنائس الجديدة فى المدن الجديدة بات مقررا، حلحلة الحالة على هذا النحو جدير بالتشجيع والاحتفاء، هذه معركة تخوضها الحكومة بالقانون، وتخطو فى حقل الأشواك مؤمنة بأن الدين لله والوطن للجميع، وتمكين المصريين من حق العبادة فى دور العبادة بعدالة تامة.
أعلم أن التكليف الرئاسى بإنجاز المهمة صارم، وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم، وبحسب معرفة بالمهندس مصطفى مدبولى فهو مؤمن بعدالة القضية، ويمضى لإنجاز الملف المتأخر، وسيضرب موعدا لنهاية عقود من العذابات عاناها إخوتنا فى تأدية صلواتهم فى أمان وحرية، وفى كنائس مرخصة مؤمنة من الاعتداءات التى كانت عنوان مرحلة سيطر فيها السلفيون والإخوان على ناصية الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة